أهلاً بكم يا أصدقائي الأعزاء في مدونتي، حيث نشارك دائمًا أجمل التجارب وأحدث الاكتشافات! اليوم، سآخذكم في رحلة ساحرة إلى جوهرة البحر الأبيض المتوسط، مالطا، وبالتحديد إلى عالمها الفريد والمميز من ثقافة المقاهي.

لقد حالفني الحظ مؤخرًا لأغوص في أعماق هذه التجربة بنفسي، وأستكشف كل زاوية وركن فيها، وصدقوني، إنها ليست مجرد قهوة أو حلويات عادية، بل هي نبض الحياة الاجتماعية هناك.
تخيلوا معي: صباح دافئ في أزقة فاليتا العتيقة، ورائحة القهوة الطازجة تملأ الأجواء، بينما تجلسون في مقهى تاريخي تشاركون فيه الأحاديث والضحكات مع الأصدقاء أو حتى مع السكان المحليين الودودين.
لقد شعرت وكأن كل كوب قهوة يحكي قصة، وكل لقمة من “الباستيزي” الشهي تحمل في طياتها جزءًا من تراث الجزيرة العريق. إنها تجربة تتجاوز مجرد المذاق لتلامس الروح وتترك في القلب أثرًا لا يُنسى.
أعلم أن الكثيرين يربطون مالطا بشواطئها الخلابة ومعالمها التاريخية، ولكنني اكتشفت أن مقاهيها تقدم نافذة حقيقية وأصيلة على ثقافة أهلها وكرم ضيافتهم. لدي الكثير من الحكايات والنصائح القيمة التي جمعتها لكم، والتي ستجعل زيارتكم القادمة لمالطا تجربة لا تُنسى على الإطلاق.
فلنكتشف معًا سحر هذه المقاهي وأسرارها الدفينة!
سحر مقاهي فاليتا التاريخية وعبق الأصالة
العودة بالزمن إلى وراء مع كل رشفة
دعوني أشارككم تجربتي الساحرة في مقاهي فاليتا العريقة، تلك التي تشعرون فيها وكأن الزمن قد توقف عند لحظة تاريخية جميلة. لا أبالغ إن قلت إن دخول أي مقهى في قلب العاصمة المالطية يشبه السفر عبر آلة زمن، حيث الجدران القديمة التي تروي قصصاً لا تُحصى، والأجواء الكلاسيكية التي تأسر الروح.
لقد قضيت ساعات طويلة في أحد هذه المقاهي، تحديداً في مقهى يعود تاريخه لأكثر من قرن، وأنا أشاهد الحياة اليومية للسكان المحليين وهم يرتشفون قهوتهم الصباحية.
كل تفصيلة هناك، من الأثاث الخشبي العتيق إلى اللوحات المعلقة على الجدران، وحتى أصوات الموسيقى الهادئة التي تنساب بلطف، تجعلك تغوص في عمق الثقافة المالطية الأصيلة.
شعرت وكأنني جزء من نسيج المدينة، أتنفس تاريخها وأعيش لحظاتها بعيداً عن صخب الحياة العصرية. هذه المقاهي ليست مجرد أماكن لتقديم المشروبات، بل هي متاحف حية تحتفظ بذاكرة المدينة.
الروتين اليومي المحلي: أكثر من مجرد قهوة
ما لفت انتباهي حقاً هو كيف تندمج المقاهي في النسيج اليومي للحياة المالطية، وكيف أنها تمثل نقطة محورية للتجمعات الاجتماعية. لم تكن مجرد أماكن لشرب القهوة فحسب، بل هي مساحات للتواصل وتبادل الأخبار والضحكات.
رأيت كبار السن يجلسون بهدوء يقرؤون الصحف، وشباباً يتبادلون أطراف الحديث بحماس، وحتى الأمهات يجتمعن مع أطفالهن في أجواء مفعمة بالود. عندما سألت أحد أصحاب المقاهي عن سر هذه الألفة، أجابني بابتسامة دافئة أن المقهى هو بمثابة امتداد للمنزل، مكان يشعر فيه الجميع بالراحة والانتماء.
هذا هو بالضبط ما شعرت به؛ شعور حقيقي بالترحاب والانغماس في مجتمع نابض بالحياة. أنا شخصياً وجدت نفسي أتبادل الحديث مع بعض السكان المحليين، وتعرفت على قصصهم وعاداتهم، وهو ما أضاف بعداً إنسانياً عميقاً لتجربتي.
هذه المقاهي تجسد روح الضيافة المالطية التي سمعت عنها الكثير، وتجاوزت توقعاتي بكثير.
ما وراء القهوة: أطايب مالطية لا تقاوم
الباستيزي: كنز مالطي أصيل في كل قضمة
صدقوني، لا يمكن الحديث عن ثقافة المقاهي في مالطا دون التوقف عند “الباستيزي” (Pastizzi). هذه المعجنات الصغيرة هي ليست مجرد طبق، بل هي رمز للهوية المالطية، ويمكنكم أن تجدوها في كل مقهى تقريباً، أو في المخابز الصغيرة التي تُعرف بـ “باستيزيريا”.
لقد تذوقت الباستيزي للمرة الأولى في صباح باكر في فاليتا، وما زالت تلك اللحظة محفورة في ذاكرتي. قشرتها المقرمشة الرقيقة التي تذوب في الفم، وحشوتها الغنية بالجبن الريكوتا الناعم أو البازلاء المتبلة، تجعلها تجربة لا تُنسى.
أنا شخصياً أفضل باستيزي الريكوتا الدافئ مع كوب من القهوة المالطية القوية. ما يميزها أيضاً هو سعرها المعقول جداً، مما يجعلها وجبة خفيفة ومُشبعة ومتاحة للجميع في أي وقت من اليوم.
لم يمر يوم في مالطا دون أن أتناول الباستيزي، فقد أصبحت طقساً يومياً لا يمكنني الاستغناء عنه، وأنصحكم بشدة بتجربتها. إنها حقاً قطعة من الجنة المالطية على شكل معجنات.
حلويات شهية وتقاليد عريقة: وليمة للحواس
إلى جانب الباستيزي، تقدم المقاهي المالطية تشكيلة واسعة من الحلويات التي تعكس التراث الغني للجزيرة. لا يمكن أن أنسى مذاق “الكناكة” (Kannoli) المحشوة بالريكوتا الحلوة أو “الإمكاريت” (Imqaret) المقلية اللذيذة المحشوة بالتمر.
كل واحدة من هذه الحلويات تحمل في طياتها قصة من تاريخ مالطا وتأثرها بالثقافات المتوسطية المحيطة بها. تجربتي في أحد المقاهي بمدينة مدينا، المدينة الصامتة، حيث قدموا لي طبقاً من حلويات محلية مع كوب من الشاي بالنعناع، كانت لا تُنسى.
كانت الحلويات طازجة ومعدة يدوياً، وكل قطعة منها كانت تحفة فنية صغيرة. شعرت وكأنني أتناول قطعة من التاريخ. هذه الحلويات ليست مجرد طعام، بل هي جزء لا يتجزأ من الضيافة المالطية، وغالباً ما تُقدم مع القهوة أو الشاي في تجمعات الأصدقاء والعائلة.
أنصحكم بالاستفسار عن الحلويات الموسمية، فبعضها لا يتوفر إلا في أوقات معينة من العام، وصدقوني، التجربة تستحق البحث!
قلب الحياة الاجتماعية: المقاهي كمراكز للتواصل
ملتقى الجميع: من الجد إلى الحفيد
المقاهي في مالطا ليست مجرد أماكن لتناول الطعام والشراب، بل هي الشرايين التي تتدفق فيها الحياة الاجتماعية. لاحظت أن هذه الأماكن تجمع كل الأجيال تحت سقف واحد.
ستجد الجد يتحدث عن ذكرياته، والشباب يخططون لمغامراتهم القادمة، والأطفال يلهون ببرائة بجانب آبائهم. هذه الأجواء جعلتني أشعر بالدفء والود، وكأنني جزء من عائلة كبيرة.
لقد وجدت نفسي مراراً أنجذب للجلوس في مقاهي ساحات المدن، حيث يمكنك مشاهدة نبض الحياة المالطية بكل تفاصيلها. تبادل الابتسامات، تحية العابرين، وحتى النقاشات الحادة حول كرة القدم أو السياسة، كل ذلك يحدث في هذه المساحات المفتوحة والترحيبية.
هذه الأجواء تزيد من الشعور بالانتماء للمكان، وتجعل الزائر يشعر وكأنه ليس غريباً، بل صديق قديم عاد ليزور أحبابه.
حكايات ولقاءات: كل كوب قهوة يحمل قصة
كلما زرت مقهى جديداً، شعرت وكأنني أفتح كتاباً جديداً مليئاً بالقصص والحكايات. الناس يجتمعون هنا لمشاركة أفراحهم وأحزانهم، للاحتفال بلحظات النجاح أو لتقديم الدعم في أوقات الشدة.
في إحدى الأمسيات، صادفت مجموعة من كبار السن يلعبون الورق ويضحكون بصوت عالٍ، فشدتني هذه الصورة إلى الاقتراب منهم. وبمجرد أن رآني أبتسم، دعاني أحدهم للجلوس معهم وشرب كوب من القهوة.
لم أفهم كل كلماتهم، لكن الضحكات والابتسامات كانت لغة عالمية. هذه اللحظات العفوية هي التي تجعل التجربة فريدة من نوعها. المقاهي هي المكان الذي تُصنع فيه الذكريات، وتُنسج فيه شبكات العلاقات الاجتماعية.
إنها تذكرني بأهمية التواصل الإنساني الحقيقي في عصرنا الحالي، حيث أصبح الكثير من تفاعلاتنا رقمية. مالطا تحتضن هذه القيمة الأصيلة بصدق.
مقاهي عصرية وجواهر خفية: اكتشافات لم تُروَ بعد
اكتشاف نكهات جديدة ومفاهيم مبتكرة
على الرغم من سحر المقاهي التقليدية، إلا أن مالطا تحتضن أيضاً جيلاً جديداً من المقاهي العصرية التي تقدم تجربة مختلفة كلياً. لقد استمتعت باستكشاف هذه المقاهي التي تتميز بتصاميم داخلية حديثة، وقوائم مبتكرة للمشروبات والوجبات الخفيفة.
في أحد هذه المقاهي في منطقة سليما، فوجئت بتقديمهم للقهوة الباردة بأنواعها المختلفة، والتي كانت منعشة جداً في الأجواء المالطية المشمسة. كما أنهم يقدمون خيارات صحية من الوجبات الخفيفة والسلطات، وهو ما يناسب الأذواق المتنوعة.
هذه المقاهي تعد مكاناً رائعاً للشباب ولهواة العمل عن بعد، حيث توفر خدمة إنترنت سريعة وأجواء هادئة ومريحة. أعترف بأنني قضيت بعض الوقت أعمل من أحد هذه المقاهي، ووجدت أن الإلهام يتدفق بسهولة في مثل هذه الأجواء المريحة والمحفزة.
إنها مزيج رائع بين التقاليد والحداثة، مما يضيف بعداً آخر لتجربة المقاهي المالطية.
أماكن تستحق التوثيق: كنوز انستغرامية
وبالحديث عن المقاهي العصرية، لا يمكنني أن أغفل ذكر تلك الأماكن التي تتميز بجمالها البصري وتصميمها الفريد، مما يجعلها مثالية لالتقاط الصور ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد وجدت بعض المقاهي التي تبدو وكأنها خرجت للتو من مجلات الديكور، بألوانها الزاهية وأثاثها الأنيق والنباتات الداخلية التي تضفي لمسة من الطبيعة. في إحدى زياراتي، اكتشفت مقهى صغيراً في أزقة فاليتا الضيقة، يتميز بشرفته المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وكانت الإطلالة خلابة بحق.
قمت بالتقاط العديد من الصور والمقاطع الفيديو هناك، وأظن أنني سأحتفظ بهذه الذكريات الرائعة لفترة طويلة. هذه المقاهي ليست فقط لتقديم المشروبات، بل هي تجارب بصرية مكتملة، تثير حواسك وتدعوك لمشاركتها مع العالم.
إنها تجسد الجانب الفني والإبداعي لثقافة المقاهي المالطية.
تجربة القهوة المالطية الأصيلة: فن الإعداد والتقديم
من الإسبريسو القوي إلى المشروبات التقليدية

لنختم حديثنا عن المقاهي دون أن نتعمق قليلاً في جوهر الموضوع: القهوة نفسها. في مالطا، للقهوة مكانة خاصة جداً، وتجدون فيها خيارات متنوعة ترضي جميع الأذواق.
من الإسبريسو القوي الذي يوقظ الحواس وينعش الروح، والذي عادة ما يُقدم في أكواب صغيرة ويُشرب بسرعة، إلى أنواع أخرى من القهوة التي تتناسب مع الأجواء الهادئة، مثل الكابوتشينو واللاتيه.
لقد لاحظت أن المالطيين يفضلون القهوة الغامقة والمركزة، والتي عادة ما يتم تحضيرها بعناية فائقة. هناك أيضاً بعض المشروبات التقليدية التي تشبه القهوة لكنها لا تحتوي عليها، مثل “الكاراوب” (Carob) الذي يُقدم ساخناً ويُعرف بفوائده الصحية ونكهته المميزة التي تذكرني بالشوكولاتة الداكنة.
لقد جربت الكاراوب في إحدى الأمسيات الباردة، ووجدت أنه مشروب دافئ ومريح جداً.
فن التحضير: سر المذاق الذي لا يُنسى
ما أثار إعجابي حقاً هو اهتمام أصحاب المقاهي بجودة القهوة وطرق تحضيرها. في العديد من المقاهي، يستخدمون حبوب قهوة عالية الجودة ويقومون بطحنها طازجة قبل الإعداد مباشرة.
هذا الاهتمام بالتفاصيل هو الذي يمنح القهوة نكهتها الغنية والمميزة. لقد تحدثت مع أحد صانعي القهوة (الباريستا) في مقهى قديم في فاليتا، وشرح لي بحماس عن أنواع حبوب البن المختلفة وكيف يؤثر كل نوع في النكهة النهائية.
كان يتحدث عن القهوة وكأنها فن، وهذا ما جعلني أقدر كل رشفة أكثر. إنهم لا يقدمون لك مجرد مشروب، بل يقدمون لك عملاً فنياً. هذا المستوى من الاحترافية والولع بالقهوة هو ما يجعل تجربة القهوة في مالطا فريدة حقاً.
أماكني المفضلة وتوصياتي الشخصية: دليلك لأفضل المقاهي
مقاهي لا تفوت زيارتها: تجارب لا تُنسى
بما أنني قضيت وقتاً طويلاً في استكشاف مقاهي مالطا، فقد جمعت لكم قائمة بأماكني المفضلة التي أنصحكم بزيارتها لتجربة أصيلة وممتعة. أرى أن هذه الأماكن تجمع بين الأصالة والجودة، وتقدم تجربة متكاملة.
على رأس قائمتي يأتي “كافيه كوردينيا” (Caffe Cordina) في فاليتا، ليس فقط لأنه مكان تاريخي، بل لأنه يقدم تشكيلة رائعة من الحلويات والقهوة في أجواء كلاسيكية ساحرة.
لا يمكنني أن أنسى الجلوس في ساحته الخارجية ومشاهدة المارة، بينما أستمتع بقهوتي الصباحية. أما إذا كنتم تبحثون عن إطلالة خلابة، فعليكم بزيارة “فونتانيللا تي جاردن” (Fontanella Tea Garden) في مدينا، حيث يمكنكم الاستمتاع بالحلويات اللذيذة مع إطلالة بانورامية على الجزيرة.
ولعشاق الأجواء الهادئة والمقاهي العصرية، أنصح بـ “توم بلاس” (Toms Place) في سليما، فهو مكان رائع للعمل أو للاسترخاء مع الأصدقاء. هذه الأماكن ستجعل زيارتكم لمالطا أكثر ثراءً.
نصائح لتجربة مثالية: استمتع بكل لحظة
لتحظوا بأقصى استفادة من تجربتكم في مقاهي مالطا، لدي بعض النصائح التي قد تساعدكم. أولاً، لا تخافوا من تجربة المأكولات المحلية، خاصة الباستيزي والحلويات التقليدية.
ثانياً، حاولوا زيارة المقاهي في أوقات مختلفة من اليوم؛ فالمقاهي الصباحية لها سحرها الخاص، وكذلك مقاهي ما بعد الظهيرة التي تتحول إلى أماكن للتجمعات الاجتماعية.
ثالثاً، لا تترددوا في التحدث مع السكان المحليين أو أصحاب المقاهي؛ فهم ودودون جداً وسيسعدون بمشاركة قصصهم وتوصياتهم. هذا ما فعلته أنا، وصدقوني، اكتشفت من خلالهم أماكن وتفاصيل لم أكن لأعرفها بمفردي.
رابعاً، ابحثوا عن المقاهي التي ليست على الطرق السياحية الرئيسية؛ فغالباً ما تكون الجواهر الحقيقية مخبأة في الأزقة الجانبية. أخيراً، استمتعوا باللحظة، ودعوا سحر هذه المقاهي يأخذكم في رحلة عبر تاريخ وثقافة مالطا الغنية.
لماذا مقاهي مالطا أكثر من مجرد أماكن: روح الجزيرة
مرآة للثقافة والتاريخ: كل زاوية تحكي قصة
بعد كل ما ذكرته لكم، لا بد أنكم لاحظتم أن مقاهي مالطا ليست مجرد أبنية تقدم الطعام والشراب، بل هي مرآة حقيقية تعكس روح الجزيرة الغنية وتاريخها العريق. كل زاوية في هذه المقاهي، وكل كوب قهوة، يحمل في طياته جزءاً من قصة مالطا وشعبها.
عندما تجلسون في مقهى قديم في فاليتا، فأنتم لا تشربون القهوة فحسب، بل تتشربون أيضاً عبق التاريخ الذي مرت به هذه المدينة. الأجواء التي تجدونها هناك، من الأحاديث الصاخبة إلى الضحكات الخافتة، كلها جزء من النسيج الثقافي الذي يتوارثه الأجيال.
لقد شعرت وكأنني أشهد على استمرارية التقاليد المالطية عبر هذه المقاهي، وكيف أنها صمدت أمام تحديات الزمن لتظل حارسة لذاكرة الأمة. إنها حقاً دروس حية في التاريخ والأنثروبولوجيا، مقدمة بطريقة ممتعة ومريحة جداً.
صنع ذكريات لا تُنسى: لحظات تبقى في الذاكرة
في نهاية المطاف، ما يبقى معنا من أي رحلة هي الذكريات التي نصنعها واللحظات التي نعيشها. وبالنسبة لي، فإن مقاهي مالطا قد منحتني الكثير من هذه الذكريات التي لا تُنسى.
من صباحات فاليتا الهادئة، حيث كنت أرتشف قهوتي وأستمتع بجمال المدينة النائمة، إلى أمسيات مدينا الساحرة، حيث كنت أشاهد غروب الشمس من شرفة مقهى تاريخي. كل هذه اللحظات، بسيطة كانت أم عظيمة، قد تركت بصمتها في قلبي.
إنها ليست فقط عن الأماكن الجميلة أو الأطعمة اللذيذة، بل هي عن الشعور بالانتماء، وبالترحيب، وبالاستمتاع بالحياة على وتيرة مختلفة. هذه المقاهي هي المكان الذي التقيت فيه بأناس رائعين، وضحكت كثيراً، وتأملت في جمال الحياة.
أتمنى أن تتمكنوا أنتم أيضاً من اكتشاف سحر هذه المقاهي وصنع ذكرياتكم الخاصة التي ستحملونها معكم إلى الأبد.
| المقهى | الموقع | ما يميزه | نصيحة شخصية |
|---|---|---|---|
| كافيه كوردينيا (Caffe Cordina) | فاليتا | تاريخي، حلويات تقليدية، أجواء كلاسيكية، موقع مركزي | لا تفوت تجربة حلويات “الكانولي” و “المالطية” مع الإسبريسو. |
| فونتانيللا تي جاردن (Fontanella Tea Garden) | مدينا | إطلالة بانورامية خلابة، كعك وحلويات شهية | مثالي لمشاهدة غروب الشمس مع قطعة من كعكة الشوكولاتة. |
| توم بلاس (Toms Place) | سليما | مقهى عصري، تصميم أنيق، خيارات صحية، إنترنت سريع | مكان رائع للعمل أو لقضاء وقت مريح مع القهوة الباردة. |
| جيانا تي شوب (Giorgio’s Tea Shop) | فاليتا | مقهى عائلي تقليدي، باستيزي طازج، أسعار معقولة | جرب الباستيزي بالريكوتا والبازلاء الطازجة مع مشروب الكاراوب الساخن. |
وفي الختام
أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه الرحلة الممتعة التي خضتها معكم في عالم مقاهي مالطا الساحرة قد ألهمتكم لزيارة هذه الجزيرة الجميلة واستكشاف كنوزها الخفية بأنفسكم. هذه المقاهي ليست مجرد أماكن نتناول فيها قهوتنا اليومية، بل هي نبض الحياة، ومراكز للتواصل الإنساني الأصيل، وحراس لقصص التاريخ العريق. لا تترددوا في خوض هذه التجربة الثرية، وتذوقوا كل لحظة فيها بكل حواسكم. صدقوني، ستعودون منها بقلب مليء بالذكريات الرائعة وعبق مالطا الذي لا يُنسى.
알아두면 쓸모 있는 정보
1. تذوقوا “الباستيزي” والحلويات المحلية: لا تفوتوا فرصة تجربة “الباستيزي” بأنواعه المختلفة، فهو جزء أساسي من تجربة المقهى المالطي الأصيلة. كما أن الحلويات التقليدية مثل “الكانولي” و”الإمكاريت” تستحق التذوق.
2. تفاعلوا مع السكان المحليين: المالطيون شعب ودود جداً ومضياف بطبعه. لا تترددوا في بدء محادثة بسيطة مع أصحاب المقاهي أو الزبائن الآخرين، فغالباً ما ستحصلون على نصائح قيمة وربما تجارب إنسانية ثرية تضاف إلى رحلتكم.
3. استكشفوا المقاهي التقليدية والعصرية: بينما تقدم المقاهي التاريخية تجربة ثقافية فريدة من نوعها وتأخذكم في رحلة عبر الزمن، فإن المقاهي العصرية توفر أجواء مختلفة وخدمات حديثة. حاولوا زيارة كلا النوعين لتجربة متكاملة وشاملة.
4. اختاروا التوقيت المناسب لزيارتكم: تتميز المقاهي المالطية بأجواء مختلفة تماماً في الصباح الباكر حيث الهدوء وعبق القهوة، وبعد الظهر حيث التجمعات الاجتماعية، أو في المساء حيث لقاءات الأصدقاء. اختر ما يناسب جدولكم ومزاجكم الخاص للاستمتاع.
5. ابحثوا عن الجواهر المخفية: لا تكتفوا بالمقاهي الموجودة في الساحات الرئيسية أو الأماكن السياحية المعروفة. غالباً ما تكون أجمل وأكثر المقاهي أصالة مخبأة في الأزقة الجانبية الضيقة، مما يضيف لمسة من المغامرة والإثارة لاكتشافكم.
مراجعة سريعة لأهم النقاط
مقاهي مالطا هي أكثر من مجرد محطات لتناول الطعام والشراب؛ إنها مراكز حيوية تتجسد فيها روح الثقافة والتاريخ الغني للجزيرة، وتعد بؤراً أساسية للتواصل الاجتماعي. هذه التجربة الفريدة تمزج ببراعة بين عبق الماضي وسحر الحاضر، وتوفر فرصة لا مثيل لها للانغماس في الحياة اليومية المالطية الأصيلة، وتذوق أطايبها المحلية، وصنع ذكريات لا تُمحى من الذاكرة. إنها دعوة صادقة لكل من يبحث عن الأصالة، الدفء الإنساني، والجمال الطبيعي والتاريخي في قلب البحر الأبيض المتوسط.
الأسئلة الشائعة (FAQ) 📖
س: ما هي أفضل الأماكن لتجربة ثقافة المقاهي الأصيلة في مالطا، وخاصة في فاليتا؟
ج: يا أصدقائي، إذا كنتم تبحثون عن الروح الحقيقية لثقافة المقاهي في مالطا، فلا بديل عن العاصمة فاليتا! لقد قضيت ساعات طويلة أتجول في أزقتها الضيقة واكتشفت أن سحر التجربة يكمن في المقاهي العتيقة التي تعانق الجدران التاريخية.
أنصحكم بشدة بزيارة “كافيه كوردينا” (Caffe Cordina) مثلاً، فهو ليس مجرد مقهى بل معلم تاريخي حي، حيث يمكنك الجلوس في الخارج ومشاهدة الحياة الصاخبة للمدينة وهي تمر أمامك.
لا تترددوا أيضًا في البحث عن المقاهي الصغيرة المخفية في الشوارع الجانبية، هناك تجدون السكان المحليين يتبادلون الأحاديث والضحكات، وهذه هي الجوهرة الحقيقية.
أفضل وقت لزيارتها هو في الصباح الباكر حيث الهدوء النسبي ورائحة القهوة الطازجة تملأ الأجواء، أو في فترة ما بعد الظهر لتستمتعوا بوجبة خفيفة مع فنجان قهوة بينما تغرب الشمس.
س: ما هي الأطباق أو المشروبات التقليدية التي يجب تذوقها عند زيارة مقاهي مالطا؟
ج: بالتأكيد! لا يمكن زيارة مقاهي مالطا دون تذوق الـ “باستيزي” (Pastizzi) الشهي، والذي ذكرته في مقدمة رحلتي. صدقوني، هذه الفطائر الهشة المخبوزة بشكل مثالي، سواء كانت محشوة بالريكوتا أو البازلاء، هي إدمان حقيقي!
لقد وقعت في غرامها من أول لقمة. بالإضافة إلى ذلك، لا تفوتوا فرصة تذوق القهوة المحلية، فلديهم خلطات مميزة ستشعرون معها بدفء الضيافة المالطية. وجربوا أيضًا بعض الحلويات المحلية الأخرى مثل “إيمقاريت” (Imqaret)، وهي معجنات مقلية بالتمر، والتي تتماشى بشكل رائع مع فنجان من الشاي الساخن أو القهوة بعد الظهر.
نصيحة صغيرة: ابحثوا عن المقهى الذي يصنع “الباستيزي” الخاص به طازجًا كل صباح، الطعم لا يُقارن!
س: كيف يمكن لتجربة المقاهي في مالطا أن تختلف عن تجارب المقاهي في دول أخرى، وما الذي يميزها؟
ج: هذا سؤال رائع! لقد لاحظت بنفسي أن تجربة المقاهي في مالطا تختلف تمامًا عن أي مكان آخر زرته. ليس الأمر مجرد شرب قهوة، بل هو جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للجزيرة.
ما يميزها حقًا هو ذلك الشعور بالألفة والترابط. بينما في أماكن أخرى قد تكون المقاهي مجرد محطات سريعة لتناول مشروب، في مالطا هي أماكن للتجمع، للثرثرة، لمناقشة أمور الحياة ببطء وهدوء.
المقاهي هناك غالبًا ما تكون ذات طابع تاريخي عريق، بجدرانها التي تحكي قصصًا، مما يضيف عمقًا للجلوس فيها. كما أن كرم الضيافة المالطية يظهر جليًا في تعاملهم، ستشعرون كأنكم جزء من العائلة.
لا تتوقعوا الاندفاع، بل استعدوا لتجربة مريحة وممتعة حيث الوقت لا يطاردكم، وهذا ما يجعلها ذكرى لا تُنسى في قلبي.






