اكتشف أسرار مالطا الفينيقية كنوز لن تصدقها

webmaster

A vibrant scene depicting ancient Phoenician traders and sailors in a bustling harbor in Malta. Subjects are engaged in loading diverse goods like purple dye, spices, and timber onto traditional Phoenician ships, with detailed rigging and sails. The background features ancient stone architecture of the port city under a clear Mediterranean sky. The atmosphere is energetic and commercial.
    *   *Safety & Quality:* Fully clothed, appropriate attire, professional dress, safe for work, appropriate content, family-friendly, perfect anatomy, correct proportions, natural pose, well-formed hands, proper finger count, natural body proportions, professional photography, high quality, sharp focus, vivid colors.

مالطا، تلك الجزيرة الصغيرة في قلب البحر الأبيض المتوسط، تحمل بين صخورها وقصصها حكايات عميقة تلامس الروح. عندما زرتها للمرة الأولى، لمست بيدي الأحجار القديمة وشعرت بعبق التاريخ ينبعث منها، كأن كل حجر يحكي قصة الأجداد الأوائل.

هنا، ترك الفينيقيون بصماتهم الخالدة، أولئك البحارة الشجعان والتجار الماهرين الذين نسجوا خيوط التجارة والحضارة عبر البحار. لم يكونوا مجرد تجار، بل كانوا رواداً في التواصل الحضاري، أسسوا شبكات ألهمت مفهوم العولمة الذي نعيشه اليوم.

في عالمنا المعاصر، حيث تواجه كنوز التراث تحديات جمة تتراوح بين تغير المناخ والتوسع العمراني، يصبح الحفاظ على هذا الإرث الفينيقي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

إنه تذكير حي بقدرة الإنسان على الابتكار والتكيف، ورسالة للأجيال القادمة. هيا بنا نتعمق في الأمر.

مالطا، تلك الجزيرة الصغيرة في قلب البحر الأبيض المتوسط، تحمل بين صخورها وقصصها حكايات عميقة تلامس الروح. عندما زرتها للمرة الأولى، لمست بيدي الأحجار القديمة وشعرت بعبق التاريخ ينبعث منها، كأن كل حجر يحكي قصة الأجداد الأوائل.

هنا، ترك الفينيقيون بصماتهم الخالدة، أولئك البحارة الشجعان والتجار الماهرين الذين نسجوا خيوط التجارة والحضارة عبر البحار. لم يكونوا مجرد تجار، بل كانوا رواداً في التواصل الحضاري، أسسوا شبكات ألهمت مفهوم العولمة الذي نعيشه اليوم.

في عالمنا المعاصر، حيث تواجه كنوز التراث تحديات جمة تتراوح بين تغير المناخ والتوسع العمراني، يصبح الحفاظ على هذا الإرث الفينيقي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

إنه تذكير حي بقدرة الإنسان على الابتكار والتكيف، ورسالة للأجيال القادمة.

الفينيقيون: بحارة العصور القديمة وبناة مالطا الحضارية

اكتشف - 이미지 1

كان الفينيقيون، أولئك العمالقة الذين ارتقوا بأشرعتهم تحدّيات البحار، هم حقاً مهندسو الحضارة في مالطا القديمة. أتذكر جيداً عندما مشيت على شواطئها، شعرت وكأن أصداء سفنهم الخشبية لا تزال تتردد في الريح، حاملة معها قصص رحلاتهم الجريئة التي لم يخشوا فيها المجهول.

لم يكونوا مجرد تجار يبحثون عن الربح، بل كانوا بناة مدن، ناشرين للمعرفة، وموحدين للحضارات عبر شبكاتهم البحرية الواسعة. لقد تركوا وراءهم إرثاً لا يُقدر بثمن، يمتد من الفن والعمارة إلى اللغة والأعراف الاجتماعية، وهذا ما يجعل زيارة مالطا تجربة لا تُنسى، كأنك تسافر عبر الزمن لتشهد عظمة الماضي.

إن إسهاماتهم كانت حجر الزاوية في تطور الجزيرة، مما جعلها نقطة التقاء ثقافية هامة.

1. براعة الملاحة والتجارة الفينيقية

لطالما أدهشتني قدرة الفينيقيين الفائقة على الملاحة. كيف تمكنوا بسفنهم البسيطة من عبور البحار والمحيطات، حاملين معهم بضائعهم الثمينة من صباغ الأرجوان الفريد إلى الأخشاب والمعادن؟ في مالطا، كانت المدن الفينيقية القديمة مثل “مليطة” (المدينا حالياً) و”غوزو” مراكز حيوية للتجارة والتبادل الثقافي.

تخيل معي مشهد الموانئ المزدحمة، حيث تتداخل أصوات اللغات المختلفة، وتفوح رائحة التوابل والبضائع الغريبة، في جو من الحيوية والنشاط لا يمكن وصفه بالكلمات.

كانوا رواد العولمة بلا منازع، ربطوا الشرق بالغرب، ومهدوا الطريق أمام تبادل الأفكار والمعارف التي شكلت الحضارات اللاحقة. هذه الروح المغامرة والتجارية هي ما جعلت مالطا تزدهر وتصبح نقطة جذب استراتيجية عبر العصور.

2. تأثير الفينيقيين على الهندسة المعمارية في مالطا

عندما تتجول في أنحاء مالطا، لا يسعك إلا أن تلاحظ اللمسات الفينيقية العميقة في بنيانها القديم. لقد تركوا خلفهم آثاراً معمارية رائعة، على الرغم من أن العديد منها قد اندمج مع الطبقات الحضارية اللاحقة أو تلاشى مع الزمن.

من أبرز ما يمكن رؤيته هو بقايا الجدران الدفاعية والأساسات الحجرية التي تعود إلى عهدهم. كانت لديهم تقنيات بناء متقدمة، استخدموا فيها الحجر الجيري المحلي ببراعة مذهلة، ما يدل على فهمهم العميق للمواد والمناخ.

شخصياً، شعرت بالرهبة وأنا أقف أمام هذه البقايا، متخيلاً كيف كانت تبدو المدن في أوجها، صامدة في وجه عواصف البحر والزمن. إن تصميماتهم كانت عملية وجمالية في آن واحد، مما عكس ذكاءهم في استغلال الموارد الطبيعية المحيطة بهم.

آثار خالدة: كنوز مالطا الأثرية التي تحكي قصصاً

مالطا كنز دفين من الآثار، فكل حجر فيها يحمل قصة، وكل اكتشاف يفتح نافذة على عالم الفينيقيين المذهل. عندما زرت متحف الآثار الوطنية في فاليتا، شعرت وكأنني أسير في ممرات الزمن، بين التماثيل الصغيرة، والأواني الفخارية المزخرفة، والمجوهرات الدقيقة التي كانت تزين أعناق نسائهم.

هذه القطع ليست مجرد تحف، بل هي شواهد حية على حياتهم اليومية، معتقداتهم، وحرفيتهم الفائقة. من خلالها، يمكننا أن نرى كيف كانوا يعيشون، وماذا كانوا يأكلون، وكيف كانوا يتعاملون مع الموت والحياة.

هذه الاكتشافات الأثرية هي بمثابة رسائل من الماضي، تنتظر منا أن نفك شفراتها ونفهم أبعادها.

1. معابد حجرية: شهود على عبادة الفينيقيين

من بين أبرز الآثار الفينيقية في مالطا، نجد بقايا المعابد والمذابح التي خصصوها لعبادة آلهتهم، مثل بعل وعشتار. على الرغم من أن هذه الهياكل قد تغيرت مع مرور الزمن، إلا أن أساساتها لا تزال موجودة، خاصة في مناطق مثل “تاركسين” و”حجر قيم”.

عندما تقف هناك، يمكنك أن تشعر بعبق الطقوس القديمة، وتتخيل الكهنة يؤدون صلواتهم، والبخور يتصاعد في الأجواء. هذه المعابد ليست مجرد حجارة مكدسة، بل هي مراكز روحانية كانت تعكس جوهر معتقداتهم، وهي تذكرنا بمدى عمق العلاقة بين الإنسان والدين في تلك العصور الغابرة.

2. المقابر الصخرية والنقوش الجنائزية

كشفت الحفريات الأثرية عن العديد من المقابر الصخرية الفينيقية في مالطا، والتي قدمت رؤى قيمة حول ممارساتهم الجنائزية ومعتقداتهم حول الحياة بعد الموت. هذه المقابر، المحفورة في الصخر، غالباً ما تحتوي على نقوش وكتابات فينيقية تصف المتوفى أو تحمل أدعية.

لقد كان أمراً مؤثراً للغاية أن أرى هذه النقوش، حيث كل كلمة محفورة كانت بمثابة بصمة شخصية من عالم قديم. هذه المقابر لم تكن مجرد أماكن للدفن، بل كانت أيضاً مستودعات للقطع الأثرية التي دفنت مع المتوفى، مثل الأواني الفخارية والمجوهرات، مما يعطينا لمحة عن ثراء ثقافتهم ومعتقداتهم.

مالطا: بوتقة حضارية تجذب التاريخ وعبق الزمن

مالطا لم تكن مجرد مستعمرة فينيقية، بل كانت نقطة تلاقٍ حقيقية للحضارات على مر العصور، حيث تمازجت الثقافات لتشكل نسيجاً فريداً من نوعه. ما أدهشني حقاً هو كيف أن كل حضارة مرت من هنا، من الرومان والبيزنطيين إلى العرب والنورمان وفرسان القديس يوحنا، تركت بصمتها الخاصة، لكن الخيط الفينيقي ظل موجوداً بشكل خفي أو ظاهر.

هذا التمازج جعل مالطا جزيرة ذات هوية ثقافية غنية، حيث يمكنك رؤية آثار الفينيقيين جنبًا إلى جنب مع الآثار الرومانية أو العربية، وهذا ما يجعلها مكاناً ساحراً لكل من يبحث عن قصة تاريخية تتجاوز الزمان والمكان.

1. تمازج الحضارات وتأثير الفينيقيين الباقي

بعد الفينيقيين، جاء الرومان، ثم البيزنطيون، والعرب، وكلهم أضافوا طبقات جديدة للهوية المالطية. ومع ذلك، لم يمحوا تماماً ما تركه الفينيقيون. على سبيل المثال، العديد من المستوطنات الفينيقية القديمة استمرت في الازدهار تحت الحكم الروماني، وتحولت إلى مدن رومانية هامة.

أما خلال الفترة العربية، فقد شهدت مالطا ازدهاراً كبيراً، وتأثرت اللغة المالطية بشكل عميق بالعربية، لكن بعض الكلمات والأسماء الجغرافية الفينيقية القديمة ظلت حية.

هذا التمازج الحضاري هو ما يمنح مالطا سحرها الخاص، ويجعلها وجهة فريدة من نوعها لمحبي التاريخ والتعرف على الحضارات المتعددة.

2. مالطا في العصر الحديث: انعكاس للإرث القديم

حتى في مالطا الحديثة، لا يزال بإمكانك رؤية لمحات من الإرث الفينيقي. لا أتحدث فقط عن الآثار، بل عن الروح التجارية لأهلها، وعن ارتباطهم بالبحر، وحتى عن بعض العادات والتقاليد المحلية.

إنها جزيرة تشعر فيها بالترابط العميق مع تاريخها، وكأن الماضي حاضر في كل زاوية. عندما تتحدث مع السكان المحليين، تجد لديهم حساسية خاصة لتاريخ بلادهم، وفخراً بإرثهم العريق.

هذا الشعور بالاستمرارية هو ما يجعل تجربة زيارة مالطا لا تُقدر بثمن، وكأنك جزء من قصة طويلة تتكشف أمام عينيك.

اللغة المالطية: صدى الفينيقية في قلب المتوسط

من أكثر الأمور إثارة للاهتمام بالنسبة لي في مالطا كانت اللغة المالطية نفسها. قد تبدو للوهلة الأولى كلغة غريبة، فهي الوحيدة من بين اللغات السامية التي تكتب بالأبجدية اللاتينية، وتأثرت بشكل كبير بالعربية، الإيطالية، والإنجليزية.

لكن، عندما تتعمق فيها، تكتشف أنها تحمل في طياتها صدى خفيفاً، إرثاً بعيداً من الفينيقية القديمة. هذا الرنين الخفي يذكرك بأن الحضارات لا تموت تماماً، بل تتطور وتتحول، وتترك بصماتها في أدق تفاصيل حياتنا اليومية.

إنها قصة رائعة عن البقاء الثقافي والتأثير اللغوي الذي يتجاوز آلاف السنين.

1. الجذور السامية للغة المالطية

المالطية هي لغة سامية في جوهرها، وهو ما يربطها باللغات القديمة مثل الفينيقية والعربية. صحيح أن التأثير العربي عليها كان الأكبر، خاصة خلال الحكم العربي للجزيرة الذي استمر لأكثر من قرنين، مما أثر على قواعدها ومفرداتها بشكل كبير.

لكن، دراسات لغوية تشير إلى أن بعض الكلمات والجذور المالطية قد تكون أقدم من التأثير العربي، وقد تعود إلى الفترة الفينيقية أو البونيقية (القرطاجية، وهي امتداد للفينيقية).

هذه الاكتشافات تجعلني أقف مبهوراً أمام قدرة اللغة على الاحتفاظ بتاريخها العميق، وكأنها كبسولة زمنية تحمل إلينا أصوات الماضي.

2. أسماء الأماكن: بصمات لغوية فينيقية

أحد الأمثلة الواضحة على البصمات الفينيقية في مالطا هي أسماء بعض الأماكن الجغرافية. على الرغم من أن العديد منها قد تغير أو تعرب أو تأثر باللغات الأخرى، إلا أن هناك نظريات تشير إلى أن بعض الأسماء قد تكون ذات أصول فينيقية.

مثلاً، اسم “مالطا” نفسه يُعتقد أنه قد يكون مشتقاً من الكلمة الفينيقية “مالط” (Maleth) والتي تعني “الملاذ” أو “المرفأ”، وهو أمر منطقي بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي.

هذه الأسماء ليست مجرد علامات على الخريطة، بل هي أدلة حية على الحضور الفينيقي القديم، كأن كل اسم يروي لنا قصة عن أول من وطأت أقدامهم هذه الأرض.

الحفاظ على الإرث: تحديات ومبادرات للحفاظ على كنوز مالطا

إن الحفاظ على هذا الإرث الفينيقي العظيم في مالطا ليس بالمهمة السهلة، بل هو تحدٍ مستمر يتطلب جهوداً جبارة من الحكومة والمجتمع والأفراد. بصراحة، عندما تفكر في ملايين السنين التي مرت على هذه الآثار، وكيف أنها صمدت في وجه عوامل التعرية والتطور البشري، تشعر بمسؤولية كبيرة تجاهها.

نحن نعيش في عالم يتغير بسرعة، وتراثنا هو مرآة تعكس هويتنا. إذا لم نحافظ عليه، فسنفقد جزءاً كبيراً من أنفسنا ومن تاريخنا البشري المشترك.

1. تحديات تواجه المواقع الأثرية

المواقع الأثرية في مالطا، ومنها تلك التي تعود للفينيقيين، تواجه تحديات عديدة. تغير المناخ، وتآكل الصخور، والتوسع العمراني السريع، كلها عوامل تهدد هذه الكنوز.

أتذكر عندما رأيت بنفسي كيف أن بعض الآثار تتعرض للعوامل الجوية القاسية، أدركت أن الوقت ليس في صالحنا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة إلى التوازن بين تطوير البنية التحتية والحفاظ على التراث تمثل معضلة حقيقية.

يجب أن نجد طرقاً مبتكرة لحماية هذه المواقع مع السماح للناس بالاستمتاع بها والتعلم منها.

2. مبادرات الحفاظ والترميم

لحسن الحظ، هناك جهود حثيثة تبذل للحفاظ على هذا الإرث الثمين وترميمه. تقوم الحكومة المالطية، بالتعاون مع منظمات دولية مثل اليونسكو، بمشاريع ترميم واسعة النطاق للمواقع الأثرية.

كما أن هناك وعياً متزايداً بين السكان المحليين بأهمية تراثهم، مما يشجع على المزيد من المبادرات المجتمعية. بصفتي مهتماً بالتاريخ، أشعر بتفاؤل كبير عندما أرى هذه الجهود.

إنها ليست مجرد أعمال ترميم، بل هي استثمار في المستقبل، لضمان أن تبقى قصص الفينيقيين حية للأجيال القادمة.

الميزة الوصف الأهمية التاريخية
المدن الفينيقية القديمة مواقع مثل مليطة (المدينا) وغوزو كانت مراكز تجارية رئيسية. نقطة انطلاق للتوسع الفينيقي وتأثيرهم التجاري.
الفخار الفينيقي أواني وأدوات فخارية مميزة بزخارف وأنماط فريدة. تعكس الحياة اليومية، العادات، والمهارات الفنية.
المعابد والمذابح بقايا هياكل دينية مخصصة لعبادة آلهة مثل بعل وعشتار. توضح المعتقدات الدينية والممارسات الروحية.
المقابر الصخرية مقابر محفورة في الصخر تحتوي على نقوش جنائزية. تكشف عن ممارسات الدفن ومعتقدات الحياة الآخرة.
الكتابات والنقوش نصوص مكتوبة باللغة الفينيقية على الآثار والحجر. مصدر مباشر للمعلومات التاريخية واللغوية.

منارات الأمل: السياحة الثقافية ودورها في تمويل الحفاظ

السياحة الثقافية في مالطا ليست مجرد وسيلة لجذب الزوار؛ إنها شريان حياة حقيقي يمول جهود الحفاظ على التراث الثمين، وخاصة الإرث الفينيقي. عندما رأيت الحشود تتجول في المتاحف والمواقع الأثرية، شعرت بفخر كبير.

هؤلاء ليسوا مجرد سياح، بل هم شركاء في الحفاظ على هذا الإرث، فكل تذكرة دخول وكل عملية شراء في متجر الهدايا التذكارية تساهم بشكل مباشر في استدامة جهود الترميم والتطوير.

إنها دورة إيجابية، حيث يدعم الماضي الحاضر ليؤمن المستقبل.

1. تأثير السياحة على الوعي الثقافي

السياحة الثقافية تساهم بشكل كبير في رفع الوعي العام بأهمية التراث الفينيقي. عندما يزور الناس هذه المواقع، يتعلمون مباشرة عن هذه الحضارة العظيمة وتأثيرها على مالطا والعالم.

تذكرني هذه التجربة بمدى أهمية التعليم في الحفاظ على التراث، فالفهم العميق للماضي هو الخطوة الأولى نحو حمايته. المرشدون السياحيون يلعبون دوراً محورياً في نقل هذه القصص والمعلومات بطريقة جذابة ومؤثرة، مما يجعل الزيارة تجربة تعليمية لا تُنسى.

2. الاستدامة الاقتصادية للحفاظ على التراث

لولا الدخل الناتج عن السياحة، لكان من الصعب جداً تمويل المشاريع الضخمة اللازمة للحفاظ على المواقع الأثرية. هذا الدخل يذهب مباشرة لتوظيف خبراء الترميم، وتطوير التقنيات اللازمة للمحافظة على الآثار، وتوفير الأمن للمواقع.

إنها نموذج اقتصادي مستدام يربط الماضي بالمستقبل، ويضمن أن مالطا ستظل كنزاً تاريخياً للأجيال القادمة. شخصياً، أرى أن هذا النهج هو الأذكى والأكثر فعالية لضمان استمرارية جهود الحفاظ على الإرث الثقافي.

دروس من الماضي: الإلهام الفينيقي لمستقبلنا

إرث الفينيقيين في مالطا لا يقتصر على الآثار والحجارة؛ بل يمتد ليكون مصدراً للإلهام العميق لنا في عالمنا المعاصر. عندما أفكر في براعتهم في الملاحة والتجارة، وقدرتهم على التكيف والابتكار، أرى دروساً قيمة يمكن أن نطبقها في حياتنا اليومية.

لم يكونوا مجرد شعب قديم، بل كانوا رواداً بكل معنى الكلمة، وهذا ما يجعل قصصهم ذات صلة حتى اليوم. إن هذا الإلهام يدفعني للتفكير في التحديات التي نواجهها اليوم وكيف يمكننا أن نستلهم من ماضيهم العظيم.

1. الابتكار والتكيف في عالم متغير

لقد أثبت الفينيقيون قدرتهم الفائقة على الابتكار والتكيف مع بيئات مختلفة وتحديات متعددة. لقد بنوا إمبراطورية تجارية ضخمة في عصر لم تكن فيه التكنولوجيا متطورة، واعتمدوا على ذكائهم وإبداعهم.

في عصرنا الحالي، حيث التغيرات سريعة ومستمرة، يمكننا أن نتعلم منهم أهمية المرونة والابتكار في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. إن قصتهم تذكرنا بأن العقل البشري، عندما يُطلق له العنان، يمكنه تحقيق المستحيل.

2. جسور التواصل بين الثقافات

كان الفينيقيون هم بناة الجسور الثقافية بامتياز. لم يقتصر دورهم على التجارة، بل نشروا الحرف والمعارف والأفكار بين الشعوب المختلفة. في عالم اليوم الذي يشهد انقسامات وصراعات، يمكن أن يكون إرث الفينيقيين تذكيراً قوياً بأهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات.

إن قصتهم تحثنا على البحث عن المشتركات بدلاً من الاختلافات، وبناء عالم أكثر ترابطاً وتفاهماً. عندما نتذكر كيف ربطوا الحضارات ببعضها البعض، ندرك أن التعاون هو مفتاح التقدم الحقيقي.

ختاماً

عندما أتأمل في مالطا، لا أراها مجرد جزيرة خلابة، بل أرى كتاباً مفتوحاً يحكي قصص حضارات تعاقبت عليها، والفينيقيون هم أول سطر في هذا الكتاب العريق. إن إرثهم لا يزال يتردد في كل زاوية من زوايا الجزيرة، من حجارتها العتيقة إلى نبض الحياة اليومية فيها.

زيارة مالطا هي دعوة لاستكشاف أعماق التاريخ، والشعور بعبق الماضي وهو يلامس الحاضر، وتجربة فريدة تجعلنا نقدّر قيمة الحفاظ على ماضينا الثمين للأجيال القادمة.

معلومات قد تهمك

1. أفضل وقت للزيارة: أفضل الأوقات لزيارة مالطا واستكشاف مواقعها الأثرية هي الربيع (أبريل-مايو) والخريف (سبتمبر-أكتوبر)، حيث يكون الطقس معتدلاً ومناسباً للمشي والتجول.

2. المتاحف الأساسية: لا تفوت زيارة المتحف الوطني للآثار في فاليتا، ومتحف كنيسة مدينة، فهما يقدمان رؤى عميقة حول التاريخ الفينيقي والروماني للمنطقة.

3. المواقع الأثرية الرئيسية: استكشف مدينة مدينة (Mdina) القديمة، وقرية غوزو (Gozo) الصغيرة، ومعابد تاركسين (Tarxien) وحجر قيم (Hagar Qim) لما تحمله من آثار ومعابد فينيقية قديمة.

4. المرشدون السياحيون: للحصول على تجربة غنية ومعلومات معمقة، ننصح بالاستعانة بمرشد سياحي محلي متخصص في تاريخ مالطا، فهم يضيفون قيمة كبيرة للزيارة بسرد القصص والتفاصيل الفريدة.

5. اللغة المالطية: رغم أن الإنجليزية منتشرة على نطاق واسع، حاول تعلم بعض الكلمات المالطية الأساسية؛ ففيها صدى للغات قديمة مثل العربية والفينيقية، مما يضفي بعداً ثقافياً فريداً لرحلتك.

ملاحظات هامة

تُعد مالطا بمثابة متحف مفتوح يجسد الإرث الفينيقي العريق، والذي كان له دور محوري في تشكيل هويتها كمركز تجاري وحضاري في حوض البحر الأبيض المتوسط. تتجلى آثار هذا الإرث في المواقع الأثرية، وبقايا المعابد والمقابر، وحتى في بصمات لغوية وثقافية باقية حتى اليوم.

إن حماية هذا التراث القيم هي مسؤولية مشتركة، تدعمها السياحة الثقافية وتغذي الوعي بأهمية الحفاظ على هذا الإرث التاريخي الثري للأجيال القادمة، مقدمة دروساً قيّمة حول الابتكار، التكيف، وبناء جسور التواصل بين الحضارات.

الأسئلة الشائعة (FAQ) 📖

س: ما هو الجانب الأكثر إثارة للإعجاب في إرث الفينيقيين بمالطا، وكيف ترابط قصتهم بما نعيشه اليوم؟

ج: بصراحة، عندما تفكر في الفينيقيين، لا يخطر ببالك مجرد تجار أو بحارة ماهرين. ما أذهلني فعلاً في مالطا، وأنا ألمس تلك الحجارة القديمة، هو كيف كانوا رواداً حقيقيين في التواصل الحضاري.
لقد نسجوا شبكة من التبادل التجاري والثقافي لم تكن مجرد صفقات بيع وشراء، بل كانت جسوراً حقيقية بين الشعوب. أذكر جيداً عندما كنت أتجول في أطلال معابدهم، شعرت وكأنني أرى بذرة العولمة التي نعيشها اليوم، بل وحتى مفهوم “شبكات التواصل” بمعناه العميق.
لم تكن المسافات حائلاً أمامهم، وهذا ما يجعل قصتهم ملهمة جداً في عالمنا المتصل هذا.

س: بالنظر إلى التحديات التي تواجه التراث، ما هي برأيك أهم خطوة يجب أن نركز عليها للحفاظ على هذا الإرث الفينيقي الثمين للأجيال القادمة؟

ج: أكبر تحدٍ أراه، بعد زيارتي ورؤيتي لواقع الحال، ليس فقط تغير المناخ أو التوسع العمراني، بل هو خطر نسيان القيمة الحقيقية لهذا الإرث. أعتقد جازماً أن أهم خطوة هي غرس الوعي العميق والشغف بهذا التاريخ في نفوس الأجيال الجديدة، لا سيما الأطفال والشباب.
يجب أن نجعلهم يشعرون بأن هذا ليس مجرد تاريخ قديم، بل هو جزء من هويتهم، قصة أجدادهم الذين تحدوا المستحيل. أذكر أنني شاهدت مجموعة من طلاب المدارس في مالطا يقومون بجولة في أحد المواقع الأثرية، والطريقة التي كان المرشد يتحدث بها عن الفينيقيين، وكأنهم أبطال قصص خرافية، كانت مؤثرة جداً.
هذه هي البداية: أن نجعل التاريخ قصة تُروى، لا مجرد دروس تُحفظ.

س: ما هو الشعور أو الدرس الأعمق الذي بقي في نفسك بعد تجربتك في مالطا وتأملك لتاريخ الفينيقيين؟

ج: آه، مالطا! لا أبالغ إن قلت إنها تركت في قلبي شعوراً لا يوصف. لم تكن مجرد زيارة سياحية، بل كانت رحلة إلى عمق الروح الإنسانية.
الدرس الأعمق الذي حملته معي هو رسالة الصمود والإبداع. أن ترى كيف استطاع الفينيقيون، بقدرات بسيطة، أن يبنوا حضارة عابرة للقارات وأن يتركوا بصماتهم الخالدة على صخور جزيرة صغيرة مثل مالطا، هذا يثير في النفس العجب ويدفعك للتفكير: ما الذي يمنعنا اليوم من تحقيق المستحيل؟ إنهم تذكير بأن الإنسان، مهما كانت الظروف، يمتلك القدرة على التكيف، والابتكار، وترك إرث يدوم لأزمان طويلة.
كلما تذكرت مالطا، شعرت بأنني جزء من قصة أكبر، قصة تتجاوز الأزمان وتلامس شغفنا كبشر بالاستكشاف والبناء.